ر الصباح: لا شيء أجمل من إشراقةِ صباحٍ هادئ، يقول لك فيه من يُحبك (صباح الخير)، فيغدو الصباح صباح الخير، والحب، والأمل، والهدوء، والنشوة، وكل الأشياء الجميلة. خلق الله الكون في تعاقب ليلٍ ونهار، ليجعلها محطات تغيير للنفس البشرية، ومحطات تتوقف عندها كل حالات اليأس، وتبدأ بها أنغام الأمل، فالليل والأمس مهما حملا من متاعب يجب أن يكون الصباح خلافًاً لهما، ويحمل من كل الخير والسرور، الصباح هو نقطة تحوّل لمن أراد، وهو علامة التفاؤل، وهو بريقُ الجمال لمن أراد أن يستشعر ذلك، لمن أراد أن يجعل من يومه الجديد يوماً جديداً بحق، وليس يوماً روتينيًا يحمل أعباء الأمس ويلقيها في قالبٍ جديد، ويتعب الروح أكثر مما أتعبته في البارحة؛ فالصباح خُلق للتغيير، والتفاؤل، وليكن كذلك لا غير ذلك. قال تعالى: "والصبح إذا تنفس"، دليلُ الإشراق بعد الظلمة وحلكة الليل، ودليل الإنشراح للنفس بعد موتها في نومها، ودليل النشاط بعد كسل الساعات الماضية، الصباح يتنفس هو دليل الحياة الحقيقية. صباحٌ جميل على صوت العصافير ورائحةِ القهوة، وشيءٌ من التراتيل التي نعشقها، واستحضارٌ لما سيكون في اليوم من أعمال، واستجماعٌ لكل معاني التفاؤل، والنشاط، والعمل، والاجتهاد، فالقهوة وقطعة الشوكلاتة ستؤدي أُكُلها حتمًا، وسيكون لوجودها تاثير، وللعمل الجيد أثرٌ كبير.